الاقـــــنــــعــــــه

من طرف **ابو رقيه** 2010-04-03, 11:52 pm

جاءني صديق يشكو لي خيانة احد اصدقائه له .
واخذ يروي لي كيف ان هذا الصديق كان كالملاك الذي لا يتوقع منه ابدا ان
يغدر او يخون يوما ما . وبعد ان افرغ صديقي ما في جعبته من اهات وانين رحل
وتركني مع نفسي
وتسائلت هل اصبحنا
نمتلك هذه القدره والموهبه العاليه في ارتداء الاقنعه
وعدت بذاكرتي للوراء
...
حين كنت في مرحلة من
مراحل دراستي الاولى وكنت اقرأ في كتاب وتوقفت امام قول الشاعر { يعطيك من طرف اللسان حلاوه .. ويروغ منك
كما يروغ الثعلب }
ولم افهم شيئا من
هذا البيت
وهرولت مسرعا الى
امي اسالها فقالت لي
حين تكبر يا ولدي
ويمر بك قطار العمر ستقابل اناس يرتدون اقنعه كلامهم طيب وملامحهم بريئه
ولكن قلبوهم سوداء تشتعل فيها براكين من الغيره ونيران من الحقد فاحذرهم يا
ولدي ..
او تدري يا ولدي انه
في كل صباح اتوجعه الى الله وادعوه ليس فقط ان يحميك من هذا النوع من
البشر لكن ارجوه الا تكون منهم
ولدي الصغير طهر
قلبك لا تجعله يحتفظ ببذور الحسد حتى لا تنبت اشواك الحقد وبعقل الطفل
وقتها تصورت ان ما تكلمت عنه امي هو قناع مادي يرتديه البشر واردت ان
استكشف واعرف من يرتدي هذا القناع . وبدات بمعلم اللغة العربيه واخترته
لانه كان قاسي الملامح وجوده كان يبث الرعب في ارجاء المدرسه ولا ادري
لماذا حينها تصورت انه يرتدي قناع وان هناك وجه اخر غير هذا الوجه الصارم
وتتبعته حتى عرفت
منزله وقررت مراقبته
ورأيته يوما يرتدي
جلبابا ويتحدث لصديق له لا ادري لماذا حينها رايته مختلفا فالنظره القاسيه
حلت محلها نظره كلها موده والوجه الصارم حل محله وجه بشوش مرح
وفي يوم اخر رايته
يلعب مع اولاده وعينيه كلها حنان ورقه .. فسألت نفسي حينها
لعله اخطر انواع
البشر هذا الذي يحمل اكثر من وجه ويخدع الجميع
يرعبنا نحن الصغار
بقناع القسوه ويخدع اصدقائه بقناع الموده ويلهو مع اولاده بقناع الحنان
ولكن ايهم وجهه
الحقيقي؟
وزادت حيرتي فهرولت
الى امي من جديد وحكيت لها ما كان مني فضحكت كثيرا وربتت على كتفي وقالت يا
ولدي اقبل اعتذاري فانا المخطئه حين لم اوضح لك
اسمع يا ولدي
هناك حديث للرسول
يقول فيما معناه { خاطبوا الناس على
قدر عقولها }
فهل تظن ان الرسول
يطلب منا ان نخدع الناس او نرتدي اقنعه ؟
قلت لها بالطبع لا
..... لكنني لا افهم ؟.
ابتسمت وفي عينيها
نظرة اشفاق على صغيرها وقالت يا ولدي
ان ما حذرتك منه هو
هذا النوع الاسوأ بين البشر
تراه بشوشا محبا
امامك ولكن ما ان ترحل عنه حتى ينزع قناع المحبة هذا ويغتابك ويكيد لك
هو يرتدي قناع
الموده امامك فقط حتى ينال مبتغاه
اما ما رأيته من
معلمك وما قصده الرسول في حديثه
هو ان تتعامل مع كل
شخص حسب موقعه من حياتك
بمعنى اخر هل
تعاملني كما تعامل اصدقائك
قلت لها لا
قال ومع ذلك تحبني
وتحبهم
ما رأيته من معلمك
ليس قناع ولكن نظرو الصرامه واجبه عليه امامكم حسب موقعه منكم وموقعكم منه
وانا على يقين انها تزول اذا اجاب احدكم على سؤال او تفوق في نهاية العام
اليس كذلك ؟
قلت لها نعم كيف لم
انتبه لهذا
اذن هو لس بشرير
يا ولدي الشرير هو
من يقول لسانه شيء بينما قلبه يحمل شيئا اخر
ونصيحتي لك يا ولدي
هي ان تتعلم كيفية اكتشاف هذا الصنف من الناس قبل ان يتوغل في حياتك حتى
تحبه ثم يلدغك لدغة سامه ترهقك وتفسد عليك حياتك وتفقدك الثقه في باقي
البشر
قلت لها والحيره
تقتلني وكيف ذلك السبليل الى ذلك يا اماه ... كيف لي ان اخترق القلوب لأعلم
ما بداخلها .. هذا شيء لا يعلمه الا الله
قالت وابتسامة رضا
تعلو شفتيها اولا يا ولدي صفي قلبك واقترب من الله ليجعلك ترى بقلبك ..
حينها لن ترى الملامح ولكنك سترى بقلبك سترى بنور الله
وبما انك قريب من
ربك فسوف يكشف لك غدر اي منقع
ثانيا تعلم يا ولدي
كيف تقرا العيون فالعين مهما بلغ اتقان القناع تفضح صاحبها وتذكر يا ولدي
ان { للشر الف قناع ..... اخطرهم قناع
الفضيله }
ومر بي قطار العمر
سريعا ولا اخفيكم سرا اني رغم نصيحة امي وقعت كثيرا ضحية الاقنعه
ولكني كنت احمد الله
على انني لست مثلهم وادعو الله ان لا تكونوا مثلهم
وان يحميكم الله
منهم