هاروت وماروت الملكان الكريمان
صفحة 1 من اصل 1
هاروت وماروت الملكان الكريمان
[وما كفَرَ سليمانُ ولكنَّ
الشياطينَ كفروا يُعلّمون الناسَ السحرَ وماأُنزِل على الملكينِ ببابلَ
هاروتَ وماروتَ وما يُعلّمانِ من أحدٍ حتَّىيقولا إنما نحنُ فتنةٌ فلا تكفُرْ
فيتعلَّمونَ منهما ما يُفرّقونَ بهِبينَ المرءِ وزوجِه وما هُم بضارّينَ بهِ من أحدٍ إلاَّ
بإذن اللهِويتعلَّمونَ
ما يضرُّهم ولا ينفعُهم ] البقرة 102
ذكَر الله تعالى
لنبيّه محمدٍ صلى الله عليه وسلم بعضَ مخازي اليهود منبني إسرائيل، الذين لم يؤمنوا به
ولا بالقرءان الكريمِ المصدِّق للتوراةالأصلية التي أُنزلت على سيدنا موسى عليه السلامُ
وتضمنتِ الدعوةَ إلىالإيمانِ باللهِ وحدَه لا شريكَ ولا شبيه له والإيمانِ
بموسى رسولاًونبيًّا
وبالإسلامِ دينًا وشريعةً.
وكان من المخازي
التي ارتكبها الكفارُ من بني إسرائيل أنَّهم في عهد سيدناسليمان عليه السلام تركوا الزَّبور
كتابَ الله واتَّبعوا ما ألقَت إليهمالشياطين من كُتب السّحر.
كانتِ الشياطين
تصعدُ إلى الفضاءِ فتصلُ إلى الغمام والسحابِ حيثُيسترقونَ السمعَ من كلامِ الملائكةِ
الذين يتحدَّثونَ ببعض ما سيكونُ بإذنالله في الأرضِ من موتٍ أو أمر أو مصائب، فيأتون الكهنَة
الكفار الذينيزعمون
بأنّهم يعلمون الغيبَ ويُخبروهم، فتُحدّثُ الكهنةُ الناسَ فيجدونهكما قالوا، فلما ركنَت إليهم
الكهنة، أدخلوا الكذبَ على أخبارهم فزادوا معكل كلمةٍ سبعين كلمة، وكتبَ الناسُ
ذلك الكلام في الكتب، وفشا في بنيإسرائيل أنَّ الجنَّ والشياطين يعلمون الغيبَ والعياذ
بالله.
فبعثَ سيدنا
سليمانُ عليه السلام بعضَ جنوده وجمعَ تلك الكتبَ فجعلها فيصندوق، ثم دفنها تحتَ كرسيّه، ولم
يكن أحدٌ من الشياطين يستطيع أن يقتربَمن الكرسيّ وإلاّ احترقَ، وقال سليمان :"لا أسمعُ أحدًا
يذكرُ أنَّالشياطين
يعلمونَ الغيبَ إلاّ ضربتُ عنقَه". وكان الشياطينُ مغتاظينَ منسيدنا سليمان عليه السلام لأنَّ
اللهَ أعطاهُ سرًّا، فكانوا يطيعونه معكفرهم، من غير أن يؤمنوا كانوا يخدمونه، يعملون له
أعمالاً شاقّة.
ولما ماتَ
سليمانُ عليه السلام، وقلّ عدد العلماءِ الذين عرفوا ماذا فعلسليمانُ بكتبِ السّحر وأنّه دفنها
تحت كرسيّه، ومضى جيلٌ وأتى غيرُه،تمثّل إبليسُ في صورة إنسان، ثمّ أتى جماعة من بني
إسرائيل، فقال لهم: هلأدلّكم على كنْزٍ لا ينفدُ بالأخذ منه؟ قالوا: نعم، قال
:"إنّ سليمان لميكن
نبيًّا إنما كان ساحرًا، فاحفروا تحتَ كرسيّه"، فاعترض المسلمونَوغضبوا وقالوا :"بل كان سليمانُ
نبيًّا مسلمًا مؤمنًا".
وعاد إبليسُ
لتزيين الشرّ فوسوسَ للكفارِ من بني إسرائيل ممن صدقوا كلامَه وذهب معهم
وأراهم المكانَ ووقف جانبًا، فقالوا له :"اقتربْ
يا هذا"، فقال:
لا، ولكنني ها هنا بين أيديكم، فإن لم تجدوا الصندوقفاقتلوني"، فحفروا فوجدوا الصندوق
وأخرجوا تلك الكتب. فلما أخرجوها قالإبليس اللعين :"إن سليمان إنما كان يضبط الإنس والشياطين
والطيرَ بهذاالسحر"،
فقال الكفار :"لقد كان سليمان ساحرًا، هذا سِحرهُ، به كان يأمرناويه يقهرنا".
ثم طار إبليس،
وفشَا بين الناس أن سليمان كان ساحرًا والعياذ بالله وكذلكصاحبُه ءاصفُ بنُ برْخيا الذي جلب
له عرش بلقيس بكرامةٍ أكرمه الله بها.
وأخذ كفارُ بني
إسرائيل يعملون بما في تلك الكتب، والحقُّ أن السحرَ ليسمن عمل الأنبياءِ ولا الأولياء، وما
كفَر سليمان عليه السلام لأنّه نبيٌّمن عند الله منزّه عن الكبائر وصغائرِ الخِسَّة وعن كل
القبائحِ والرذائلفضلاً عن أنّه منزّه عن الكفر.
نزول هاروت
وماروت:
لما كثُر
السحرةُ الذين تتلمذوا على أيدي الشياطين في عهد سيدنا سليمانعليه السلامُ وادَّعوا النبوةَ
وتحدّوا الناس بالسحر، أنزل الله ملَكين منملائكته الكرام وهما هاروت وماروتُ
ليعلّما الناسَ ما هو السحرُ فيتمكنوامن تمييز السحر من المعجزة، ويتبين كذبُ السحرةِ في
دعواهم النبوة، ولكيلا يلتبس على بعض الناس حالهم، فإنّ السحرَ يعارَض بسحرٍ
أقوى منه فقديبطل
السحر ساحر ءاخر.
وفيه التمويه
والتخييل على الناس، وخُدع وشعوذات، ومن جهةٍ أخرى هو نوعٌمن خدمة الشياطين للسحرة لأن
الشياطين أجسام لطيفة لا يراها الناس،
ويكونُ السحرُ
أحيانًا بوضع تركيبةٍ من موادَّ معينةٍ تُجمع وتُحرق ويتخذُمنها رماد وحِبرٌ ويُقرأ عليها
كلمات وأسماء ثم تستعمل في ما يحتاجُ إليهامن السحر، وأما المعجزةُ فهي أمرٌ
خارق للعادة لا يعارض بالمِثْل، يظهرعلى يدِ مدّعي النبوة وقد يكونُ مقرونًا بالتحدّي.
نزلَ الملَكان
هاروتُ وماروتُ ليظهرا للناسِ الفرقَ بين السحر المطلوبتجنُّبه، وبين المعجزةِ التي هي
دليلُ نبوّة الأنبياء عليهمُ السلام،فكانا يعلّمان تعليمَ إنذارٍ لا تعليمَ تشجيع له، كأنهما
يقولان: لا تفعلكذا،
كما لو سأل سائل عن صفة الزنا أو القتل فأُخبر بصفته ليجتنبه، أويقولان: فلا تكفر، أي فلا تتعلم
السحرَ معتقدًا أنّه حقّ فتكفُرَ.
وكانا لا
يُعلّمان أحدًا حتى ينصحاهُ بأنهما جُعلا ابتلاءً واختبارًا،وبيَّن اللهُ في القرءان أن
الملكيْن أقصى ما يعلّمانه هو كيفَ يُفرّف بينالرجل وزوجته، وأن ضرر ذلك لا يكونُ
إلا بمشيئة الله، لأنَّ اللهَ تعالىهو الذي يخلق النفع والضرر، ثم أثبتَ تعالى أنّ من يتعلم
السحر ويرتكبهفهو
ضرر عليه ويعودُ عليه بالوبال.
وهاروتُ وماروتُ
ملَكان كريمان من ملائكةِ اللهِ الذين لا يعصون اللهَ ما أمرهم ويفعلونَ
ما يؤمرون
الشياطينَ كفروا يُعلّمون الناسَ السحرَ وماأُنزِل على الملكينِ ببابلَ
هاروتَ وماروتَ وما يُعلّمانِ من أحدٍ حتَّىيقولا إنما نحنُ فتنةٌ فلا تكفُرْ
فيتعلَّمونَ منهما ما يُفرّقونَ بهِبينَ المرءِ وزوجِه وما هُم بضارّينَ بهِ من أحدٍ إلاَّ
بإذن اللهِويتعلَّمونَ
ما يضرُّهم ولا ينفعُهم ] البقرة 102
ذكَر الله تعالى
لنبيّه محمدٍ صلى الله عليه وسلم بعضَ مخازي اليهود منبني إسرائيل، الذين لم يؤمنوا به
ولا بالقرءان الكريمِ المصدِّق للتوراةالأصلية التي أُنزلت على سيدنا موسى عليه السلامُ
وتضمنتِ الدعوةَ إلىالإيمانِ باللهِ وحدَه لا شريكَ ولا شبيه له والإيمانِ
بموسى رسولاًونبيًّا
وبالإسلامِ دينًا وشريعةً.
وكان من المخازي
التي ارتكبها الكفارُ من بني إسرائيل أنَّهم في عهد سيدناسليمان عليه السلام تركوا الزَّبور
كتابَ الله واتَّبعوا ما ألقَت إليهمالشياطين من كُتب السّحر.
كانتِ الشياطين
تصعدُ إلى الفضاءِ فتصلُ إلى الغمام والسحابِ حيثُيسترقونَ السمعَ من كلامِ الملائكةِ
الذين يتحدَّثونَ ببعض ما سيكونُ بإذنالله في الأرضِ من موتٍ أو أمر أو مصائب، فيأتون الكهنَة
الكفار الذينيزعمون
بأنّهم يعلمون الغيبَ ويُخبروهم، فتُحدّثُ الكهنةُ الناسَ فيجدونهكما قالوا، فلما ركنَت إليهم
الكهنة، أدخلوا الكذبَ على أخبارهم فزادوا معكل كلمةٍ سبعين كلمة، وكتبَ الناسُ
ذلك الكلام في الكتب، وفشا في بنيإسرائيل أنَّ الجنَّ والشياطين يعلمون الغيبَ والعياذ
بالله.
فبعثَ سيدنا
سليمانُ عليه السلام بعضَ جنوده وجمعَ تلك الكتبَ فجعلها فيصندوق، ثم دفنها تحتَ كرسيّه، ولم
يكن أحدٌ من الشياطين يستطيع أن يقتربَمن الكرسيّ وإلاّ احترقَ، وقال سليمان :"لا أسمعُ أحدًا
يذكرُ أنَّالشياطين
يعلمونَ الغيبَ إلاّ ضربتُ عنقَه". وكان الشياطينُ مغتاظينَ منسيدنا سليمان عليه السلام لأنَّ
اللهَ أعطاهُ سرًّا، فكانوا يطيعونه معكفرهم، من غير أن يؤمنوا كانوا يخدمونه، يعملون له
أعمالاً شاقّة.
ولما ماتَ
سليمانُ عليه السلام، وقلّ عدد العلماءِ الذين عرفوا ماذا فعلسليمانُ بكتبِ السّحر وأنّه دفنها
تحت كرسيّه، ومضى جيلٌ وأتى غيرُه،تمثّل إبليسُ في صورة إنسان، ثمّ أتى جماعة من بني
إسرائيل، فقال لهم: هلأدلّكم على كنْزٍ لا ينفدُ بالأخذ منه؟ قالوا: نعم، قال
:"إنّ سليمان لميكن
نبيًّا إنما كان ساحرًا، فاحفروا تحتَ كرسيّه"، فاعترض المسلمونَوغضبوا وقالوا :"بل كان سليمانُ
نبيًّا مسلمًا مؤمنًا".
وعاد إبليسُ
لتزيين الشرّ فوسوسَ للكفارِ من بني إسرائيل ممن صدقوا كلامَه وذهب معهم
وأراهم المكانَ ووقف جانبًا، فقالوا له :"اقتربْ
يا هذا"، فقال:
لا، ولكنني ها هنا بين أيديكم، فإن لم تجدوا الصندوقفاقتلوني"، فحفروا فوجدوا الصندوق
وأخرجوا تلك الكتب. فلما أخرجوها قالإبليس اللعين :"إن سليمان إنما كان يضبط الإنس والشياطين
والطيرَ بهذاالسحر"،
فقال الكفار :"لقد كان سليمان ساحرًا، هذا سِحرهُ، به كان يأمرناويه يقهرنا".
ثم طار إبليس،
وفشَا بين الناس أن سليمان كان ساحرًا والعياذ بالله وكذلكصاحبُه ءاصفُ بنُ برْخيا الذي جلب
له عرش بلقيس بكرامةٍ أكرمه الله بها.
وأخذ كفارُ بني
إسرائيل يعملون بما في تلك الكتب، والحقُّ أن السحرَ ليسمن عمل الأنبياءِ ولا الأولياء، وما
كفَر سليمان عليه السلام لأنّه نبيٌّمن عند الله منزّه عن الكبائر وصغائرِ الخِسَّة وعن كل
القبائحِ والرذائلفضلاً عن أنّه منزّه عن الكفر.
نزول هاروت
وماروت:
لما كثُر
السحرةُ الذين تتلمذوا على أيدي الشياطين في عهد سيدنا سليمانعليه السلامُ وادَّعوا النبوةَ
وتحدّوا الناس بالسحر، أنزل الله ملَكين منملائكته الكرام وهما هاروت وماروتُ
ليعلّما الناسَ ما هو السحرُ فيتمكنوامن تمييز السحر من المعجزة، ويتبين كذبُ السحرةِ في
دعواهم النبوة، ولكيلا يلتبس على بعض الناس حالهم، فإنّ السحرَ يعارَض بسحرٍ
أقوى منه فقديبطل
السحر ساحر ءاخر.
وفيه التمويه
والتخييل على الناس، وخُدع وشعوذات، ومن جهةٍ أخرى هو نوعٌمن خدمة الشياطين للسحرة لأن
الشياطين أجسام لطيفة لا يراها الناس،
ويكونُ السحرُ
أحيانًا بوضع تركيبةٍ من موادَّ معينةٍ تُجمع وتُحرق ويتخذُمنها رماد وحِبرٌ ويُقرأ عليها
كلمات وأسماء ثم تستعمل في ما يحتاجُ إليهامن السحر، وأما المعجزةُ فهي أمرٌ
خارق للعادة لا يعارض بالمِثْل، يظهرعلى يدِ مدّعي النبوة وقد يكونُ مقرونًا بالتحدّي.
نزلَ الملَكان
هاروتُ وماروتُ ليظهرا للناسِ الفرقَ بين السحر المطلوبتجنُّبه، وبين المعجزةِ التي هي
دليلُ نبوّة الأنبياء عليهمُ السلام،فكانا يعلّمان تعليمَ إنذارٍ لا تعليمَ تشجيع له، كأنهما
يقولان: لا تفعلكذا،
كما لو سأل سائل عن صفة الزنا أو القتل فأُخبر بصفته ليجتنبه، أويقولان: فلا تكفر، أي فلا تتعلم
السحرَ معتقدًا أنّه حقّ فتكفُرَ.
وكانا لا
يُعلّمان أحدًا حتى ينصحاهُ بأنهما جُعلا ابتلاءً واختبارًا،وبيَّن اللهُ في القرءان أن
الملكيْن أقصى ما يعلّمانه هو كيفَ يُفرّف بينالرجل وزوجته، وأن ضرر ذلك لا يكونُ
إلا بمشيئة الله، لأنَّ اللهَ تعالىهو الذي يخلق النفع والضرر، ثم أثبتَ تعالى أنّ من يتعلم
السحر ويرتكبهفهو
ضرر عليه ويعودُ عليه بالوبال.
وهاروتُ وماروتُ
ملَكان كريمان من ملائكةِ اللهِ الذين لا يعصون اللهَ ما أمرهم ويفعلونَ
ما يؤمرون
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى