نونية ابن زيدون
صفحة 1 من اصل 1
نونية ابن زيدون
أضْحى التَّنائي بديـلاً مـن تَدانينـا
ونابَ عـن طيـبِ لُقْيانـا تَجافينـا
ونابَ عـن طيـبِ لُقْيانـا تَجافينـا
ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْـنِ صَبَّحَنـا حَيْـنٌ،
فقـامَ بِنـا لِلحَيْـنِ ناعيـنـا
فقـامَ بِنـا لِلحَيْـنِ ناعيـنـا
مَـن مُبْلِـغُ المُلْبِسينـا، بانْتِزاحِـهِـمُ حُزْناً،
مع الدّهْـرِ لا يَبْلـى ويُبْلينـا
مع الدّهْـرِ لا يَبْلـى ويُبْلينـا
أَنَّ الزّمانَ الـذي مـازالَ يُضْحِكُنـا،
أُنْسـاً بِقُرْبِهِـمُ، قـد عـادَ يُبْكيـنـا
أُنْسـاً بِقُرْبِهِـمُ، قـد عـادَ يُبْكيـنـا
غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهـوى
فَدَعَـوا بـأَنْ نَغَـصَّ، فقـال الدّهـرُ آمينـا
فَدَعَـوا بـأَنْ نَغَـصَّ، فقـال الدّهـرُ آمينـا
فانْحَلَّ مـا كـان مَعْقـوداً بأنفسِنـا،
و انْبَتَّ مـا كـان مَوْصـولاً بأيْدينـا
و انْبَتَّ مـا كـان مَوْصـولاً بأيْدينـا
وقدْ نَكـونُ، ومـا يُخْشـى تَفَرُّقُنـا،
فاليَومَ نحـنُ، ومـا يُرْجـى تَلاقينـا
فاليَومَ نحـنُ، ومـا يُرْجـى تَلاقينـا
يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِـبْ أعادِيَكُـمْ،
هل نالَ حظّاً مـن العُتْبـى أَعَادينـا
هل نالَ حظّاً مـن العُتْبـى أَعَادينـا
لـم نَعْتَقِـدْ بَعْدَكُـم إلاّ الوفـاءَ لَكـمْرَأْيـاً،
ولـم نَتَقَلَّـدْ غيـرَهُ دِيـنـا
ولـم نَتَقَلَّـدْ غيـرَهُ دِيـنـا
ما حَقُّنا أن تُقِـرُّوا عيـنَ ذي حَسَـدٍ بِنـا،
ولا أن تُسِـرُّوا كاشِحـاً فينـا
ولا أن تُسِـرُّوا كاشِحـاً فينـا
كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينـا عَوارِضُـهُ،
وقـد يئِسْنـا فمـا لليـأسِ يُغْرينـا
وقـد يئِسْنـا فمـا لليـأسِ يُغْرينـا
بنْتُـمْ وبِنّـا، فمـا ابْتَلَّـتْ جَوانِحُنـا
شوقـاً إلَيْكُـمْ، ولا جَفَّـتْ مآقيـنـا
شوقـاً إلَيْكُـمْ، ولا جَفَّـتْ مآقيـنـا
نَكـادُ حيـنَ تُناجيكُـمْ ضَمائـرُنـا،
يَقْضي علينا الأسـى لـو لا تَأَسِّينـا
يَقْضي علينا الأسـى لـو لا تَأَسِّينـا
حالَـتْ لِفَقْدِكُـمُ أيّامـنـا، فـغَـدَتْ سوداً،
وكانـت بكـمْ بِيضـاً ليالينـا
وكانـت بكـمْ بِيضـاً ليالينـا
إذ جانِبُ العَيشِ طَلْـقٌ مـن تَألُّفِنـا،
ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صـافٍ مِـن تَصافِينـا
ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صـافٍ مِـن تَصافِينـا
وإذ هَصَرْنا فُنـونَ الوَصْـلِ دانِيَـةً قِطافُهـا،
فَجَنَيْنـا منـهُ مـا شِينـا
فَجَنَيْنـا منـهُ مـا شِينـا
ليُسْقَ عَهْدُكُـمُ عَهْـدُ السُّـرورِ فمـا
كُنْـتُـمْ لأَرْواحِـنـا إلاّ رَياحيـنـا
كُنْـتُـمْ لأَرْواحِـنـا إلاّ رَياحيـنـا
لا تَحْسَبـوا نَأْيَكُـمْ عَنَّـا يُغَيِّـرُنـا،
أنْ طالمـا غَيَّـرَ النَّـأْيُ المُحِبِّينـا!
أنْ طالمـا غَيَّـرَ النَّـأْيُ المُحِبِّينـا!
واللهِ مـا طَلَبَـتْ أَهْواؤنـا بَــدَلاً مِنْكُمْ،
ولا انْصَرَفَـتْ عَنْكُـمْ أمانينـا
ولا انْصَرَفَـتْ عَنْكُـمْ أمانينـا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ
مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينـا
مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينـا
واسْألْ هُنالِكَ: هَـلْ عَنّـى تَذَكُّرُنـا إلْفـاً،
تَـذَكُّـرُهُ أمـسـى يُعَنِّيـنـا
تَـذَكُّـرُهُ أمـسـى يُعَنِّيـنـا
ويـا نَسيـمَ الصَّبـا بَلِّـغْ تَحِيَّتَـنـا
من لو على البُعْدِ حَيَّـا كـان يُحْيينـا
من لو على البُعْدِ حَيَّـا كـان يُحْيينـا
فهل أرى الدّهـرَ يَقْضينـا مُساعَفَـةً مِنْهُ،
وإنْ لـم يَكُـنْ غِبّـاً تَقَاضِينـا
وإنْ لـم يَكُـنْ غِبّـاً تَقَاضِينـا
رَبِيْـبُ مُلْـكٍ كــأَنَّ اللهَ أنْـشـأَهُ مِسْكاً،
وقدَّرَ إنْشـاءَ الـوَرَى طِينـا
وقدَّرَ إنْشـاءَ الـوَرَى طِينـا
أو صاغَهُ وَرِقـاً مَحْضـاً، وتَوَّجَـهُ
مِن ناصِعِ التِّبْـرِ إبْداعـاً وتَحْسينـا
مِن ناصِعِ التِّبْـرِ إبْداعـاً وتَحْسينـا
إذا تَــأَوَّدَ آدَتْـــهُ، رَفـاهِـيَـةً،
تُومُ العُقـودِ، وأَدْمَتْـهُ البُـرَى لينـا
تُومُ العُقـودِ، وأَدْمَتْـهُ البُـرَى لينـا
كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْـراً فـي أَكِلَّتِـهِ،
بـلْ مـا تَجَلَّـى لهـا إلا أَحايِيـنـا
بـلْ مـا تَجَلَّـى لهـا إلا أَحايِيـنـا
كأنّما أُثْبِتَتْ، فـي صَحْـنِ وَجْنَتِـهِ،
زُهْـرُ الكواكِـبِ تَعْويـذاً وتَزْيِينـا
زُهْـرُ الكواكِـبِ تَعْويـذاً وتَزْيِينـا
ما ضَرَّ أن لم تَكُـنْ أكْفـاءَهُ شَرَفـا،ً
وفي المَـوَدَّةِ كـافٍ مـن تَكافينـا؟
وفي المَـوَدَّةِ كـافٍ مـن تَكافينـا؟
يا رَوْضَةً طالمـا أَجْنَـتْ لواحِظَنـا وَرْداً،
جَلاهُ الصِّبا غَضّـاً، ونِسْرينـا
جَلاهُ الصِّبا غَضّـاً، ونِسْرينـا
ويـا حَيـاةً تَمَلَّيْـنـا، بزَهْرَتِـهـا،
مُنـىً ضُروبـاً، ولـذّاتٍ أَفَانِيـنـا
مُنـىً ضُروبـاً، ولـذّاتٍ أَفَانِيـنـا
ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِـن غَضارَتِـهِ،
في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنـا ذَيْلَـهُ حينـا
في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنـا ذَيْلَـهُ حينـا
لَسْنـا نُسَمّيـكَ إجْـلالاً وتَكْـرُمَـةً،
وقَـدْرُكَ المُعْتَلـي عـنْ ذاكَ يُغْنينـا
وقَـدْرُكَ المُعْتَلـي عـنْ ذاكَ يُغْنينـا
إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ فـي صِفَـةٍ
فَحَسْبُنا الوَصْـفُ إيْضاحـاً وتَبْيينـا
فَحَسْبُنا الوَصْـفُ إيْضاحـاً وتَبْيينـا
يـا جَنّـةَ الخُلْـدِ أُبْدِلْنـا، بسِدْرَتهـا
والكَوْثَرِ العَـذْبِ، زَقُّومـاً وغِسْلينـا
والكَوْثَرِ العَـذْبِ، زَقُّومـاً وغِسْلينـا
كأنّنا لـم نَبِـتْ، والوَصْـلُ ثالِثُنـا،
والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفـانِ واشِينـا
والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفـانِ واشِينـا
إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقـاءُ بِكُـمْ
في مَوقِفِ الحَشْـرِ نَلْقاكُـمْ وتَلْقُونـا
في مَوقِفِ الحَشْـرِ نَلْقاكُـمْ وتَلْقُونـا
سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْمـاءِ يَكْتُمُنـا،
حتى يَكـادَ لِسـانُ الصّبْـحِ يُفْشينـا
حتى يَكـادَ لِسـانُ الصّبْـحِ يُفْشينـا
لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ
نَهَتْ عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْـرَ ناسينـا
نَهَتْ عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْـرَ ناسينـا
إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّـوى، سُـوَراً
مكتوبَـةً، وأَخَذْنـا الصَّبْـرَ تَلْقيـنـا
مكتوبَـةً، وأَخَذْنـا الصَّبْـرَ تَلْقيـنـا
أمـا هَـواكَ، فَلَـمْ نَعْـدِلْ بِمَنْهَـلِـهِ شُرْبـاً
وإن كـانَ يُرْوينـا فَيُظْمينـا
وإن كـانَ يُرْوينـا فَيُظْمينـا
لم نَجْفُ أُفْـقَ جَمـالٍ أنـتَ كوكَبُـهُ
سَالِيـنَ عَنْـهُ، ولـم نَهْجُـرْهُ قالينـا
سَالِيـنَ عَنْـهُ، ولـم نَهْجُـرْهُ قالينـا
ولا اخْتِيـاراً تجنَّبْنـاهُ عـن كَثَـبٍ،
لكن عَدَتْنـا علـى كُـرْهٍ، عَوَادينـا
لكن عَدَتْنـا علـى كُـرْهٍ، عَوَادينـا
***********
نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّـتْ، مُشَعْشَعَـةً
فينـا الشَّمـولُ، وغَنَّانـا مُغَنِّينـا
فينـا الشَّمـولُ، وغَنَّانـا مُغَنِّينـا
لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنـا
سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينـا
سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينـا
دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً
فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كمـا دِينـا
فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كمـا دِينـا
فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنـا
ولا اسْتَفَدْنا حَبيبـاً عنْـكِ يَثْنينـا
ولا اسْتَفَدْنا حَبيبـاً عنْـكِ يَثْنينـا
ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ،
بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا
بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا
أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَـةً،
فالطَّيْفُ يُقْنِعُنـا، والذِّكْـرُ يَكْفينـا
فالطَّيْفُ يُقْنِعُنـا، والذِّكْـرُ يَكْفينـا
وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِـهِ
بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا
بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا
عليْكِ مِنّا سَـلامُ اللهِ مـا بَقِيَـتْ
صَبابَـةٌ بِـكِ نُخْفيهـا، فَتُخْفينـا
صَبابَـةٌ بِـكِ نُخْفيهـا، فَتُخْفينـا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى